إنّ إنشاء محرك بحث قوي وفعّال هي إحدى الخطوات الأساسية في بناء المواقع الإلكترونية وذلك لضمان تجربة مستخدم ناجحة. ومما لا شك فيه أن عملية البحث على الإنترنت بشكل عام هي الخطوة الرئيسية في رحلتنا. لذلك يجب على أصحاب المتاجر الإلكترونية والمواقع أن يستهدفوا تجربة البحث التي تليق بعميلهم. ومن خلال ذلك الاستهداف يمكنهم الحصول على تصميم مناسب لمحرك البحث الخاص بموقعهم.

في المقال الآتي نستوضح العديد من التفاصيل التي تمكننا من تصميم محرك بحث قوي يستطيع العميل أو المستخدم أن يجد من خلاله ضالته بسهولة. دون الحاجة إلى تجربة طويلة المدة تؤدي إلى نفاد صبره. وبلا أي قيود على عملية البحث التي خططنا لها جيداً من خلال تصورنا الصحيح عنه. في البداية نستعرض مجموعة من التفاصيل حول أبرز ما يدور في أذهاننا في هذا الصدد. ما هو البحث الداخلي ضمن الموقع؟ كيف يعمل؟ وهل فعلاً يمكننا تصميم محرك بحث داخلي يدفع تجربة المستخدم عبر موقعنا إلى الأمام؟ إليكم كل الإجابات.

ما هو البحث الداخلي للموقع؟ ولماذا هو مهم؟

شبكة الإنترنت تمتلك ملايين وملايين الصفحات والمواقع. وعليه فإن وجود هذه المواقع والأماكن المختلفة بهذا القدر من المعلومات لا يهم في غياب إمكانية البحث. لذلك لا يمكننا أن نغفل دور محركات البحث وأهميتها في تجربتنا عبر الإنترنت. لأننا بدون محرك البحث لا نستطيع الوصول إلى أي معلومة مهما كانت قيمتها. ومهما كانت تلك المعلومات قريبة التناول فإن الحصول عليها يصبح مستحيلًا بدون هذه التقنية.

ما هو البحث الداخلي للموقع؟

يعتني محرّك البحث الأشهر جوجل بأن نضع رأس الموضوع الذي نبحث عنه في صورة جملة أو كلمات مفتاحية، ويبدأ في سرد النتائج المتصلة ببحثنا. إذاً فإن محرك البحث يستلم منا المعلومة ويبدأ في إظهار مجموعة من النتائج من خلال صفحات الويب التي استطاع أرشفتها. صحيح؟ هذا هو ما يحدث تماماً عبر محركات البحث الداخلية للمواقع. يستطيع مصمّمو المواقع أن يضعوا لمسة سحرية على الموقع بتصميم محرك بحث داخلي له. وهي إضافة يستطيع المستخدم من خلالها أن يجد ما يبحث عنه دون الحاجة إلى تصفح كل صفحات الموقع. بمجرد أن يكتب الكلمة أو الجملة التي يسعى إلى إيجادها حول منتج أو خدمة، تأتيه النتيجة. يتمثل محرك البحث ظاهرياً في صندوق صغير للكتابة. يمكن من خلال هذا الصندوق إدخال أي رمز مكتوب للبحث عنه. وكلما كانت تجربة العميل مشابهة لتصميمنا وتصورنا، كلما وصل العميل إلى مراده بصورة أدق وأسرع. أما من الناحية التقنية فإن محرك البحث هو نظام برمجي معين يقوم على تنظيم عمليات البحث عبر صفحات الإنترنت. يتم ذلك من خلال طريقة ممنهجة للعبارات النصية وأهم ما يميزها من كلمات مفتاحية ورئيسية. أي أنه بمعنى أدق عملية استعلام عن محتوى معين على الإنترنت تتم بتنظيم برمجي متقن.

ما هي أهمية البحث الداخلي للموقع؟

تخيلوا معنا أن شبكة الإنترنت كما أشرنا صُممت بدون محركات البحث. هل هذا ممكن؟ مستحيل بالتأكيد. للسبب نفسه لا يمكننا تصميم موقع أو متجر إلكتروني على شبكة الويب بدون محرك بحث. لأننا ببساطة نبدأ فيما بعد في إضافة محتوانا، سواء من منتجات أو مقالات أو خدمات أو غيره. وعليه فإن المستخدم أو الزائر كي يجد المنتج الذي يبحث عنه مثلاً سيكون مضطراً إلى التنقّل فيما بين كل صفحات الموقع. هذا بالتأكيد مستحيل. وقادر أيضاً على تهديد مشروعنا التجاري أو العملي بأكمله. لذلك يعتمد كل مصممي المواقع على محرك البحث الداخلي لأنه يحل هذه الأزمة. و هو برنامج يتألف من تعليمات برمجية تقوم على خوارزميات البحث الذكية تُمكن العميل من الحصول على كل امتيازات عملية البحث. وذلك من خلال تحديد اهتمامات العميل وما يمكن أن يبحث عنه بدقة شديدة.

ما هي أهم مميزات محرك البحث الداخلي في الموقع؟

• أن يتم تصميمه احترافياً ومريحاً للمستخدم.
• أن يعمل بكفاءة من خلال تحديد أبرز الكلمات المفتاحية في كل جزء من محتوى الموقع أو المتجر الإلكتروني.
• أن يتم تطويره تقنياً بشكل دوري بما يتناسب مع سلوك المستخدمين.
• أن يستطيع التنقيب عن الكلمات الرئيسية للبحث بلغة المستخدمين والعملاء.
• أن يكون مناسباً للغة السائدة لدى مستخدمينك، سواء كانت عربية أو إنجليزية أو غيرهما.

كيف يعمل البحث الداخلي للموقع من الناحية التقنية؟

كما أشرنا، فإن عملية تدشين محركات البحث تعتمد في الأساس على برمجيات متخصصة. هذه البرمجيات تعتني في البداية بالفهرسة المستمرة لكل صفحات الويب الجديدة لحظة بلحظة. من خلال هذه الفهرسة، فإننا نحصل على قاعدة من البيانات متاحة عبر محركات البحث. من خلال علاقة محرك البحث بقاعدة البيانات نستطيع العمل على إيجاد ضالتنا في أي وقت. بدأ الأمر يدوياً في بدايات ظهور الإنترنت. حيث أن الفهرسة كانت يدوية وبدائية الصنع والتقنيات. وفي عام 1993 ظهر أول محرك بحث يعمل بفهرسة مبرمجة اسمه W3Catalog. وبعدها توالت الأطروحات البرمجية إلى أن وصلنا إلى إمكانية تصميم محرك بحث في لمح البصر. تعتني محركات البحث الداخلية في البحث في المحتوى الذي نحدده بأنفسنا. فمثلاً إذا أردت أن يكون محرك البحث الخاص بمتجرك الإلكتروني مختصاً بالبحث في محتوى المتجر فقط يمكنك اختيار ذلك. وإذا أردت ربط محرك البحث ليشمل مدونتك ومتجرك أو جميع المواقع التي تديرها على الشبكة الويب بشكل عام، فذلك مُتاح ومُمكن من خلال تغيير التقنيات المُعتمدة. لكن علينا أولاً أن نستعرض مجموعة من أبرز مكونات محرك البحث وكيفية عمله بشكل تقني.

ما هي مكونات محرك البحث؟

• الفهرس وهو الجزء الذي يستخدم لفهرسة الصفحات والاحتفاظ ببياناتها وتحليل النصوص بناء على لغة الموقع، حيث يتمكن من خلالها المحرك من إيجاد الصفحات المطابقة للاستعلام أو طلب المستخدم بسهولة.
• تعليمات برمجية أو برنامج استلام الطلب من المستخدم. وهو الذي يستقبل طلب البحث من الزائر ويبدأ في التنقيب عن النتائج المفهرسة المتشابهة.
• إنشاء واجهة مستخدم مرنة وجذابة للبحث.

ما هو الفهرس؟

الفهرس ببساطة يعتبر روبوتاً صغيراً ومؤتمتاً ويُسمى أحيانا بالبوت. وهو تقنية قادرة على تخزين الصفحات الجديدة أولاً بأول. يتم عرض الصفحات داخل محرك البحث بتقنيات الفهرسة المختلفة. والتي من خلالها يقوم محرك البحث بالاطلاع على المحتوى الجديد الذي تتم إضافته. تتم الفهرسة من خلال تصنيف المحتوى تبعاً للعديد من الجوانب. ومن ضمن هذه الجوانب: الجودة، والمحتوى الأصلي، ومدى ارتباطه بالكلمات الرئيسية للبحث.. إلخ. ومن خلال عملية فهرسة سليمة ومقتنة يتم تصميم محرك بحث ناجح. ذلك لأن قاعدة البيانات التي يتيح محرك البحث البحث فيها تعتمد على الفهرسة بشكل أساسي.

ما هي مزايا محرك البحث الداخلي لمستخدميك وعملائك؟

تعتمد تجربة المستخدم مع محركات البحث في موقعك على العديد من الجوانب. من أبرز هذه الجوانب السرعة والدقة والفاعلية. لذلك نستعرض مجموعة من المميزات التي يوفرها محرك البحث في أي موقع للمستخدم. والتي بدورك يجب أن تتأكد من وجودها في محركات البحث الخاصة بموقعك:

• توفير أكبر قدر من الوقت عن طريق دقة وسرعة محرك البحث.
• الحصول على نتائج ذات صلة بالبحث، وتحديداً بالكلمات الرئيسية للبحث.
• الوصول بسهولة للمعلومات. ذلك من خلال العرض الواضح والمريح للمعلومات حول كل نتيجة على حدة.
• توفير المعلومات التي تشمل الموضوع. وهو ما يجب توافره عبر محرك البحث الخاص بك.
• توفير خاصية البحث المتقدم. وهي مزايا يجب أن تتوافر في محرك البحث على موقعك مثل استبعاد الكلمات وغيرها.
• دراسة سلوك العميل وتصميم محرك بحث يناسب شخصية العميل بدقة، وذلك لأنها أساس عملية البحث في الموقع.

هل يحتاج موقع الويب الخاص بك إلى البحث في الموقع؟

أظن أننا نستطيع جميعاً الإجابة على هذا السؤال. إنّ امتلاكنا لموقع ويب يعني أننا نمتلك قطاعاً من المحتوى. لذلك فإن ضرورة تصميم محرك بحث مناسب لتصفح ذلك المحتوى بسهولة هو ضرورة لا بد منها. والأمر لا ينطبق فقط على مواقع المحتوى المقروء أو المرئي. المسألة عامة وتشمل المتاجر الإلكترونية والمدونات ومنصات حجز الفاعليات وغيرهم من المواقع. إن عملية البحث عبر الإنترنت تقترن اقتراناً دائماً بتجربة المستخدم عليه. لذلك لا يمكن أن تصمم موقعاً إلكترونياً أو متجراً لبيع المنتجات أو الخدمات بدون محرك بحث. العملاء إذا ما جذبتهم تجربة المستخدم يبدؤون في البحث عن المنتجات. كيف يمكنهم أن يجدوا ما يبحثون عنه بدون ما يدلهم عليه؟ هل يتصفحون موقعك بالكامل؟ مستحيل. لكن بالتأكيد يختلف كل موقع عن الآخر تبعاً لما نحتاجه منه. فمحرك البحث الخاص بمتجر إلكتروني لبيع الملابس الرياضية يختلف تماماً عن محرك البحث لمدونة عن الطبخ. كل نوع من أنواع المحتوى له تقنياته وأدواته الخاصة التي تمكننا من تصميم تجربة فريدة للمستخدم تناسبه وتتماشى مع ما يبحث عنه.

كيف يعتمد نوع البحث الداخلي على محتوى الموقع؟

إن بحث الموقع الداخلي يعتمد في الأساس على نوعية محتوى الموقع. وهذا يأخذنا إلى جانب آخر مهم للغاية في تصميم محركات البحث الداخلية. هذا الجانب هو كيفية بناء محرك بحث مناسب للمحتوى الخاص بمتجري أو موقعي. يستطيع المصمم أن يربط محرك البحث الخاص بموقعنا بمواقع معينة ينقب فيها عن نتائج البحث. اتجاه آخر في أنواع مختلفة من المواقع يعتمد على ربط محرك البحث بشبكة الإنترنت بشكل عام لبحث أكثر شمولاً. وبعض محركات البحث الداخلية للمتاجر الإلكترونية كمثال لا يحتاج إلا صفحات موقعها كمصدر للبحث لأنها لا تسوق لمنتجات غير منتجاتها. عملية البحث عملية معقدة للغاية. أهم ما فيها أن نتفهم رغبات العميل ومشكلاته التي يبحث عن حل لها. إذا كنا قادرين على التنبؤ بما يبحث عنه العميل فإن الأمر سهل. نستطيع أن نحدد مصادر البحث التي نحتاجها. وبالتالي نمتلك القدرةعلى تحديد التصميم المناسب لمحرك البحث الداخلي عبر موقعنا.

تخيل البحث المثالي في الموقع لحالة الاستخدام الخاص بك وابدأ في التخطيط

إن تصميم شخصية العميل يتيح لنا التنبؤ بتصرفاته وسلوكه ضمن الموقع وخاصةً عملية البحث التي يجب أن ندرك كافة جوانبها. وأن نسعى إلى تلاقي عمليات البحث التي يقوم بها الزوار مع الحلول التي يطرحها محرك البحث الداخلي. لذلك فالتنبؤ بما يبحث عنه رواد موقعنا هو النقطة الأهم.

اختر حل البحث الذي يناسب متطلباتك

هذا هو ما أشرنا إليه سابقاً. علينا تحديد أبرز المتطلبات التي يبحث عنها زائر موقعنا. وعلى هذا الأساس نحدد ما يريده. ومن ضمن هذه المتطلبات:

• نوعية المحتوى التي يبحث عنها الزوار، سواء كانت منتج أو خدمة أو موضوع.. إلخ.
• دراسة احترافية ووافية لكلمات البحث الرئيسية المحتملة.
• التصميم الاحترافي لمحرك البحث الداخلي، والاستعانة بمبرمجين محترفين مختصين بهذا الأمر.
• تنظيم المحتوى عبر موقعك لسهولة تفعيل نشاط محرك البحث الداخلي عليه.
• تحرير الموقع بصورة مستمرة.
• أضف شريط البحث إلى الموقع الخاص بك

في نهاية الأمر لا يمكننا إغفال التصميم. فشريط البحث هو الصيغة التصميمية المتعارف عليها لمحركات البحث. لذلك يجب أن يكون شريط البحث أو صندوق البحث واضحاً للعين. ويجب أن يصاحبه توضيح بسيط مثل رمز البحث أو كلمة Search مثلا. إضافة إلى ذلك يجب أن يكون تصميم الشريط مريحاً للعين. ويجب أيضاً أن تكون تجربة الكتابة وتصميمها بداخله مريحة ومصممة باحترافية. لأن العملاء والزوار يهتمون بهذه التفاصيل دون وعي منهم. إلى درجة أنهم قد يطلقون الأحكام على موقعك بأكمله على أساس محرك البحث الداخلي عليه.